الاردن اليوم : تبدأ في رام الله يوم غد الاحد اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث تداعيات ونتائج قرار الرئيس الامريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة موحدة للاحتلال الاسرائيلي ونقل سفارة الولايات المتحدة الامريكية الى المدينة المقدسة.
ويعتبر اجتماع المجلس المركزي الاكثر دقة وحساسية في تاريخ القضية الفلسطينية نظرا للتحديات التي فرضتها سياسة الادارة الامريكية الجديدة وممارسات سلطات الاحتلال ،والمجلس المركزي يعتبر المؤسسة الثانية بعد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من حيث قوة الصلاحيات واتخاذ القرارات وهو الحلقة الوسيطة بين اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني الفلسطيني.
ويناقش اعضاء المجلس المركزي المكون من (115) عضوا في اجتماعاتهم التي تستمر يومين افضل السبل لمواجهة قرارات الادارة الامريكية وسياسة الاحتلال والقرارات الواجب اتخاذها والتي يصفها الكثير من المسؤولين الفلسطينيين بأنها ستكون حاسمة وقوية.
ومن المنتظر ان يتخذ المجلس المركزي قرارات حاسمة تنقل السلطة الفلسطينية من مرحلة إلى مرحلة جديدة .
ومن أبرز القرارات التي سيقرها المجلس المركزي في اجتماعه إنهاء العلاقات التعاقدية مع إسرائيل بكل تفاصيلها .. وان حكومة إسرائيل الحالية لم تعد شريكا في عملية السلام ، كما ان واشنطن لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام، وسيتم البحث عن صيغة دولية جديدة بالاضافة الى تغيير طابع ووظيفة السلطة الوطنية الحالية، وتحويلها من سلطة انتقالية إلى دولة تحت الاحتلال، وأن المطلوب تمكين السلطة من ممارسة سيادتها على الأرض المحتلة.كما ان موضوع إلغاء الاعتراف المتبادل بين إسرائيل وفلسطين مطروح بقوة ..
وسيتبع القرارات المقرر البت فيها إجراءات قانونية وسياسية ودبلوماسية، وهناك سلسلة من الإجراءات المعدة وأخرى سيتم وضعها على أرض الواقع ، حيث ان هذه الإجراءات ستكون من مهمة الحكومة الحالية، أو سيصار إلى إعلان اللجنة التنفيذية حكومة فلسطين والمجلس الوطني برلمان فلسطين، أو تشكيل حكومة وحدة وطنية تخدم الهدف.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، إن جملة من القضايا الهامة ستطرح أمام اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير ، أبرزها بحث سبل التخلص من كافة الاتفاقيات مع “إسرائيل”.
وأضاف أبو يوسف، إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة “لم تعترف بدولة فلسطين، ولا يمكن القبول باستمرار ذلك بينما نحن نعترف بها”.
وقال أبو يوسف:” أهم ما سيبحثه المجلس، هو كيفية التخلص من كل الاتفاقيات مع الاحتلال الذي لم يلتزم بأي منها، والتأكيد على قرار المجلس المركزي السابقة بالتخلص من الاتفاقيات السياسية والامنية (التنسيق الأمني) والاقتصادية مع إسرائيل”.
وأشار إلى أن المجلس المركزي سيناقش “كيفية مواجهة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مدينة القدس، وافشاله، وكيفية توفير كل السبل لمواجهة ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية المستفيدة من قرار ترامب”.
وبحسب قيادي اخر ستبحث السلطة الفلسطينية عن وضع قانوني جديد في إطار الشرعية الدولية والعربية، والبحث عن مسار آخر لعملية تفاوضية برعاية الأمم المتحدة ومشاركة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، صيغة تشبه صيغة 5 +1 التي رعت الاتفاق النووي الإيراني وتؤدي في النهاية إلى إنهاء الاحتلال””.
وكشف أن الدول الكبرى وعلى رأسها الصين وروسيا تؤيد هذا المقترح وهي مستعدة لمثل هذه الصيغة وإقرارها في مجلس الأمن والأمم المتحدة، إلا أن الولايات المتحدة مصرة على احتكار العملية السياسية.
ويمثل المجلس المركزي الفلسطيني جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والمستقلين والاحزاب والاتحادات والنقابات والهيئات الفلسطينية المدنية والعسكرية والنسائية .